بسم الله الرحمن الرحيم
اما الخوارج فقد طعنوا فى الصحابة رضوان الله عليهم بعد واقعة التحكيم الشهيره اثناء الحرب بين على ومعاويه -رضى الله عنهما-وبسبب واقعة التحكيم طعن الخوارج فى عدلة الصحابه فمن الخوارج من فسقهم وهم قله لا تذكر والاكثرون من طوائف الخوارج كفروا الصحابه_عياذا بالله_بل منهم من جعلهم كالمشركين فى الحرب والسبى وعدم قبول الجزيه الى اخر تلك الاراء التى تدل على انحراف حاد عن جادة الاسلام وقد دفع بهم انكار السنه والرغبه الملحه عندهم فى مخالفة جماعة المسلمين الى العدوه القصوى بعيدا عن الاسلام فافتروا على الله ورسوله وجماعة المسلمين وتباروا فى تكفير الامه بانواع الكفر فجمهرتهم يرون ان دار مخالفيهم دار حرب يقتل فيها النساء والاطفال وان جميع المسلمين كفار مثل كفار العرب لا يقبل منهم الاسلام او القتل.
اما فى الاحكام فقد انكروا الرجم للزانى المحصن لانه ليس فى القران واقاموا حد السرق ولم يلتزموا ما فى السن واجماع الامه بالحرز فى السرق ونصابها وكذلك قطع اليد من الرسغ كما استحلوا اكل الامانه التى امر الله تعالى بادائها وزعموا ان المسلمين مشركون يحل اكل امانتهم واجاز فريق منم (الميمونيه) نكاح بنت البنت وبنت الابن لان القران لم يذكرهن ضمن المحرمات .....الى غير ذلك من انواع الضلال والزيغ الذى وقعوا فيه فى اصول الدين واحكام الشريعة بسبب انهم رفضوا السنة النبويه المطهره وزعموا انهم انهم يا خذون احكامهم وقضايا دينهم من القران وما علموا انهم نابذوا القران ونبذوه يوم طرحوا السنه واتخذوها ظهريا .
يقول عبد القاهر البغدادى عن الخوارج (انهم انكروا حجية الاجماع والسنن الشرعيه وانه لا حجة فى احكام الشريعه الا من القران ولذلك انكروا الرجم والمسح على الخفين لانهما ليسا فى القران وقطعوا يد السارق فى القليل والكثير لان الامر بالقطع فى مطلق القران ولم يقبلوا الروايه فى نصاب القطع ولا الروايه فى اعتبار الحرز فيه.
فهؤلاء واولئك(الخوارج والشيعه) رفضوا سنة رسول الله_صلى الله عليه وسلم لطعنهم فى الصحابه رضوان الله تعالى عليهم اجمعين ,ومن المعلوم ان سنة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_انما وصلت الينا من خلال الصحابه ,بل ان الدين كله وصل الينا من خلالهم فهم الطبقه المعاصر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم -مكانا المطلعه على احوال قولا وفعلا الحريصه على ان تحفظ عنه كل حركة وسكنه الامينه فى وصف احواله وافعل صغيرها وكبيرها .
والصحابه-رضوان الله عليهم- هم الذن نقلوا الينا احوال النبى -صلى الله عليه وسلم كافة_لم يخرموا منا شيئا حتى صرنا بفضلهم جزاهم الله عنا خيرا كأننا نعايشه(صلى الله عليه وسلم) فى جميع احواله كافة .
فهم رضوان الله عليهم هم الذين نقلول الينا الدين كافة الذى تلقاه عن ربه عز وجل قرانا او سنه .
فاذا جاء من الطوائف او الفرق من يرفض الاخد عنهم مستندا الى ما يزعمه من انهم ليسوا عدولا فعن من يا خذ دينه وانى له ان يعرف شرائع الاسلام ؟ومن اين له ان احكام الدين فى الصلاة وهيئاتها والزكاه ومقاديرها والصيام واحكامه والحج ومناسكه ,ثم انى له ان يعرف ما يحل وما يحرم وما ياخذ وما يدع فى شئون الحياه جميعا واين يجد هؤلاء الذين زعمون انهم يكتفون بالقران وحده دون السن النبويه المطهره.
ان رفضهم السنه كان له الاثر الذى اشرنا الى بعضه من خروجهم على الدين وابتداعهم فيه ما ليس منه واعتناقهم عقائد ومزاولتهم شرائع لا تمت الى الدين بصله.
بل وصل بهم الامر الى حل عرى الاسلام عروة عروة وكفروا الامه المسلم وما كفرت الامه ولكن الضالمين كفروا يهدمون الدين بحجة الحرص عليه ويكتفون بالقران وهم يزعمون الاستمساك به والاعتماد عليه فاين منهم اياته البينات التى تامر بطاعة الرسول(صلى الله عليه وسلم)والائتمار بامره والانهاء بنيهيه؟.
بل اين منهم اياته البينات التى تنص على انه لاينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى .
واين من هؤلاء الذين يخالفون عن امر رسول الله قوله تعالى{فليخذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم}
انتىهى الجزء الثانى من هذا الموضوع والى الجزء الثالث