بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
ان تاريخ منكرى سنة رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يكاد يقترن بتاريخ رسالته(صلى الله عليه وسلم) فالكفر بسنته(صلى الله عليه وسلم)قرين الكفر برسالته فهما امران متقاربان زمانا متساوقان منزلة ويكادان يكونان متساويان حكما ولا يختلفان الا باعتبار ان ثمة كفر دون كفر والا فانكر سنة رسول الله (ص) كفر كما ان انكار رسالته كفر.
ومن المسلم به انه لم يخل زمان من الامرين جميعا كذلك فكما انه لم يخل زمان من منكرى رسالته(صلى الله عليه وسلم) فانه لم يخل زمان من منكرى سنته(صلى الله عليه وسلم)مع زعمهم بانهم مسلمون مؤمنون برسالته وهذا هو مثال العجب اذ كيف يكونون مومنين برسالته ثم ينكرون سنته ويرفضون اتباعه ويصرون على عدم الاخذ منه والاحتكام اليه والتسليم له ويقبلون على مخالفته فى كل ما قال وفعل واقر فيقولون ما لم يقل ميفعلون ما لم يفعل ويرفضون ما اقره ورضى به.
ولقد بدات مسيرة انكار السنه والشغب عليا على هيئه فردي فى حالات نادر لا اعتبار بها وكان ذلك فى حياة رسول الله_صلى الله عليه وسلم_
ومن ذلك ما روى اصحاب السنن فى اسباب نزول الايه الكريمه(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم.........)
ان رجلا من الانصار خاصم الزبير عند النبى (صلى الله عليه وسلم) فى شراج الحره التى يسقون بها النخل فقال الانصارى سرح الماء يمر فابى عليه فاختصما عند النبى فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) للزبير (اسق يا زبير ثم ارسل الماء الى جارك ) فغضب الانصارى وقال ان كان ابن عمتك؟ فتلون وجه النبى (صلى الله عليه وسلم)ثم قال (اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع الى الجدر) فقال الزبير والله انى لاحسب هذه الايه نزلت فى ذلك .
لكن هذه حالات شاذه ونادره ولا تكاد تذكر فى معرض التأريخ لمنكرى السنه وذلك لامرين لشذوذها وندرتها ثم لعودة اصحابها الى الحق سريعا وانقضاء اثرها.
اما انكار السن على هيئه مؤثره وعلى ايدى طوائف لها ذكرها فى التاريخ فقد بدات على ايدى الخوارج والسيعه ثم انضم اليها طوائف من المتكلمين وبخاصة المعتزله الذين انتسب اليهم كثير من الزنادقه والفاسقين عن المله كالنظام الذى كان يغدو على سكر ويروح على سكر ويبيت على جرائرها ويدخل فى الدناس والفواحش وهو القائل.
ما زلت اخذ روح الزق فى لطف واستبيح دما من غير مجروح
حتى انثنيت ولى روحان فى جسدى والزق مطرح جسما بلا روح
اما عن الخوارج والشيعه فكلتا الطائفتين شغبتا على السنه المطهره وانكرتها .
لكن الشيعه لم يقبلوا من سنة النبى(صلى الله عليه وسلم)الا القليل الذى نقل اليهم عن طريق من يدين بعقيدتهم فى الامامه ويشايع ال البيت_فيما يزعمون _ولو عرفنا انهم لم يوالوا من الصحابة_رضوان الله عليم _الا القليل(بضعة عشر صحابيا)فقط هم الذين رضى عنهم الشيعه واخذوا عنم لأدركنا ذلك القدر الضئيل من سنة النبى(ص) الذى قبلت الشيعه(الرافضه)وعملوا به وذلك الكم الهائل من السنه النبويه التى رفضوها وانكروها لانها اتت عن جمهرة الصحلبه الذين لايرضى عنهم الشيعه .
فالشيعه اذا رفضوا السنه لانهم طعنوا فى عدالة الصحابه (رضوان الله عليهم)لانهم بايعوا ابا بكر للخلافه ولم يبايعوا عليا الذى كان هو الخليه من وجهه نظرهم .
والشيعه منهم معتدل وغال فالمعتدلون فسقوا الصحابه رضى الله عنهم والمتغالون كفروهم_غياذا بالله_ولم يستثن الشيعه من ذلك سوى عددا يزيد قليلا على اصابع اليدين
على ان الشيعه الرافضه اضافوا الى انكارهم السنه_على الوضع الذى ذكرناه_اضافة جديده جعلت جرمهم فى هذا الباب مضاعفا ذلك انهم لم يكتفوا بانكار الحديث ورفض السن وانما لجاوا الى وضع ما اسموه احاديث ونسبوها زورا الى النبى (ص) فالفوا كلاما على هيئهة احاديثه فى تعظيم ائمتهم وتاكيد نحلتهم وتاصيل معتقدهم وايضا فى ذم مخالفيهم
وقد كان لهذه الاحاديث الموضوعه المزعومه على رسول الله(صلى الله عليه وسلم) دور اصيل فى حجية التشريع واصول الدين عندهم.
والى الجزء الثانى وياتى فيه الخوارج وشغبهم على السنه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم